تحت الاقنعه

موضوع: تحت الاقنعه الخميس يناير 03, 2008 9:23 pm

[تحـــت الأقنـــعة

عاش الزعيم الشيخ فى مدينة شارلستون بولاية كارولينا الجنوبية الأمريكية ، وقد لقبه سكان المدينة بهذا اللقب لما عرف عنه فى أثناء الحرب الأهلية هناك من قدرة خارقة على التأثير فى رجاله .......... والسيطرة عليهم فينفذون أوامره عن طيب خاطر ...........وهكذا عاش الرجل مهيبا مسموعا ومطاعا ، ولما أنتهت الحرب أحتجب الرجل فى بيته بعد أن أتم دوره القيادى بنجاح ملحوظ.

وحدث يوما أن قامت فى المدينة فتنة عنصرية جامحة تبعتها أحداث شغب عنيفة ، وأخفقت السلطات فى السيطرة عليها ، وفى وسط ذلك الهياج الصاخب صرخ أحدهم قائلا:
(فلنستعن بالزعيم الشيخ ، إنه وحده القادر على ضبط الجماهير الثائرة ) ..........وبعد فترة قصيرة كان الزعيم الشيخ يقتحم الجماهير على ظهر جواده ، وقد ارتدى ملابسه العسكرية القديمة ، وأخذ يلقى إليهم تعليماته وأوامره ، فما لبثت الجماعات المتطاحنة أن أنصرفت فى هدوء وساد السكون المدينة .

لقد كان الزعيم ذو مقدرة غير عادية فى السيطرة على الجماعات الهائجة.

ولكن حدث أمر مؤسف فى قصة الزعيم ، إذ أنه وجد بعد بضع أيام من سيطرته على غضب الجماهير...... ميتا فى إحدى الحانات ، بعد ان أسرف فى أحتساء الخمر.
يقول الحكيم سليمان
"مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم 16 : 32)

لقد أستطاع ذلك الرجل أن يسيطر ببراعة على سكان مدينة بأسرها ................................
لكنه لم يملك زمام نفسه أمام خطية أحتساء الخمر.

أخى

قد لا تكون ضعيفا لكى تتحدى ضعفك وقد لا تكون فاشلا لكى تتحدى فشلك ، لكن الخطية هى الداء الذى أصاب جميع بنى البشر ، ومع أن خطايانا الخفية وشهواتنا الدفينة وميولنا السرية ، وأنانيتنا الطاغية ، جميعها ظاهرة لنا ، فاننا قليلا ما نتفكر فيها وقليلا ما نواجه أنفسنا بها.

وبالرغم من أن الخطية مرض قاتل ، فإننا لا نسعى إلى الشفاء منه ، فنحن نخشى الأعتراف به وننكره ، مع إنه موجود وظاهر ومعروف لكل واحد فينا .................نحن نخشى أن نواجه أنفسنا بدنيانا ، ولا نريد أن نرى خطايانا ، ولكن ذلك لن يخلصنا منها أبدا .

إن تجاهل وجود المرض فى جسدى لا يقضى عليه ، بل بالعكس يمنحه الفرصة ليستشرى دون مقاومة ، وتجاهل وجود الحريق لا يطفئ النار ، بل على العكس يمنحها الفرصة لتأكل كل شئ .

والمؤسف هو إننا لا ننكر خطايانا فحسب ، بل ونتستر عليها تحت الأقنعة المزيفة التى نرتديها ، حتى نبدو فى عيون الناس أبرار قديسين .

ولا ندرك

أن طلاء البيت من الخارج لا يحمية من الأنهيار

إذا كانت أساساته ضعيفة وأعمدته ساقطة.

عزيزى... فى بداية عام جديد

واجـــه خطاياك وأعتــــرف بنقائصـــــك.
واجــــــــــة نفســــك بالحقيـــــــــقة.

واجه نفسك بما تنطوى عليه من زيف ، وأتجه بحملك وهمك إلى مطيب القلوب وغافر الذنوب .

أترك لروح الله القدوس فرصة الغوص فى أعماقك ليطهر قلبك ، وينير ذهنك ، ويوجهك إلى طريق الحياه.

والآن
هل قررت أن تواجه خطاياك ؟
هل قررت أن تتوب عنها وتعترف بها ؟
هل قررت التناول من الأسرار المقدسة لتنال الغفران عنها؟

مــــتى ستـــفعل ذلــــك؟
لا تقول لى غدااااااااا ... بل الآن ... الآن .... الآن.
لا تـــــــــــــؤجل لأن :

"الذى وعدك بالغفران إذا تبت لم يعدك بالغد إذا أجلت "

القديس أوغسطينوس

رأيتك حبيبى .. فبكت عيونى ..
بكاء هذا... أم بحر كبير ..؟ !
دموع هذه ..أم جرن عميق ..؟ !
أسقط فية لمعمودية جديدة ؟ !
آه حبيبى
وغسلت دموعى كل سوادى ..
وسقطت سريعا كل أقنعتى ..
نعم حبيبى سقطت ذائبة .........أمام نظرتك الحنونة لى .

سيدى وحبيبى

أنظر إلـــّى .. فهل من قناع مازال علــــــــّى ..؟
سأبكى وأبكى حتى تذوب ..كل أقنعتى وتغسل ذنوبى
فلن يفصلنى عنك قناع .. يامن سترت كل عيوبى
أمامك حبيبى بكل سوادى .. فأغسل ونق .. أصقل حياتى
أحبك إلهى ولن أتركنك .. ما لم تنزع عنى قيود ى
يونان